Sunday, July 26, 2015

أمريكا: إيران لن تحارب داعش لأجلك


لفتت صحيفة ناشونال إنترست الأمريكية إلى أنه منذ استكمال الاتفاق النووي الإيراني، أخذت بعض الدوائر السياسية في واشنطن تصف إيران بالشريك الأفضل في الحرب على داعش، وتبنى بعض المحللين الأمريكيين رأياً يتوقع باحتمال وجود مصالح مشتركة بين واشنطن وطهران، إذ يرى هؤلاء المحللين بأن قدرات إيران العسكرية سوف تجعل من طهران حليفاً فعالاً في دحر داعش، في وقت تتوخى الولايات المتحدة الحذر من خوض حرب برية أخرى في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة أن هذا التقييم ينطوي على ثلاث نقاط مخادعة وهي:
أولاً، تركزت استراتيجية طهران في سوريا والعراق على احتواء داعش وليس على دحره، وإن هذه الاستراتيجية مدفوعة بثلاثة اعتبارات مختلفة في كلا البلدين، ففي سوريا، يعتبر داعش أداة فاعلة في إضعاف الميليشيات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، وفي تعزيز الرأي بأن الرئيس الأسد هو الحل البديل الأكثر قابلية للتعديل في سوريا، وأما في العراق، فإن سياسة إيران تقوم على تحقيق توازن صعب في احتواء داعش بوصفه يشكل خطراً أمنياً على الأراضي الإيرانية، وعلى السكان الشيعة، وفي تجنب تمكين أبناء الطائفة السنية لدرجة تجعلهم يشكلون لاحقاً تحدياً لنفوذ إيران في الدولة العراقية، وسوف تفضل طهران الإبقاء على عراق غير مستقر إلى أن تضمن هيمنتها على حكومته، وأثبتت إيران اتباعها تلك الاستراتيجية كما ظهر في أدائها الضعيف مؤخراً في منطقة الأنبار، وفي صعوبة استعادتها مدينة تكريت في الصيف الماضي. 
ثانياً، ترى ناشونال إنترست أن أفضل شركاء ضد داعش هم الدول العربية والسكان فيها، فإن ما أظهره التنظيم الإرهابي من مرونة في المنطقة تبدى من خلال اتباعه تكتيكات عسكرية فعالة واستراتيجية تنظيمية، فضلاً عن تعميق صدى الخلافات الإيديولوجية بين مجموعات سنية مهمشة في عدة مناطق في العالم بدءاً من أفغانستان وصولاً لباريس، وبدون دعم مستدام من قبل الدول العربية على المستوى الرسمي والمجتمع المدني لمحاربة فكر داعش الإرهابي، سيواصل التنظيم عملياته ونشاطه الرهيب، وكما أشار مسؤول خليجي رفيع "إن مسؤولية دحر داعش ليست أمريكية ولا إيرانية، بل هي مسؤولية المجتمع الإسلامي في كل أنحاء العالم الذي يرفض العنف". 
وثالثاً، تقول الصحيفة، يختلف الهدف النهائي لإيران بشأن الوضع في العراق وسوريا كلية عما تراه الولايات المتحدة، وحيث قد تشترك واشنطن وطهران في بضعة مصالح مشتركة في إضعاف داعش، تسعى طهران لتنفيذ مخططين، وهما إخراج الولايات المتحدة من المنطقة ولاحتواء نفوذ المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وإن حلاً سياسياً في سوريا أو العراق قد يعطي للولايات المتحدة ودول الخليج موطئ قدم إضافي في تلك الدول، ستعارضه إيران بشدة. 
ومن هنا يجدر بصناع السياسة في واشنطن توخي الحذر من اعتبار إيران كشريك، وهم بصدد إعادة تقييم الاستراتيجية الأمريكية في محاربة داعش.

No comments:

Post a Comment