Wednesday, April 29, 2015

محللان: أوضاع اليمن وتراجع الدولار يعززان أسعار النفط


رأى محللان نفطيان كويتيان أن أسواق النفط العالمية تسير إلى حالة الاستقرار والتوازن بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها أسعار النفط خلال فترة الأشهر العشرة الأخيرة.
وتوقع المحللان ان تشهد الأسواق في الفترة المقبلة تحسنا بفعل زيادة الطلب على النفط من الأسواق الواعدة وبسبب تراجع الدولار والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال المحلل النفطي محمد الشطي إن الوضع في سوق النفط يتسم بالاستقرار لكنه لا يخلو من المخاطر مشيرا الى ان أسعار نفط خام الإشارة مزيج برنت ارتفعت ليبلغ المتوسط 59 دولارا للبرميل خلال شهر أبريل الجاري مقابل 56 دولارا للبرميل خلال شهر مارس الماضي ما يعني زيادة بمقدار ثلاثة دولارات للبرميل.
وأضاف أن الأوضاع في اليمن وتراجع قيمة الدولار تعزز أسعار النفط الخام رغم استمرار ارتفاع المعروض من النفط حيث تشير تقديرات الصناعة الي انتاج الأوبك عند 31 مليون برميل يوميا خلال شهري مارس وأبريل 2015 "لكن ما يخفف من تأثير الفائض هو استمرار تعافي هوامش أرباح المصافي مما يعني تعافي مستوى الطلب العالمي على النفط واستيعاب تأثير الفائض حاليا".
ولفت الشطي الى ان المؤشرات الاقتصادية تؤيد استمرار تعافي الاقتصاد العالمي خلال عام 2015 وبوتيرة أعلى خلال عام 2016 بالرغم من مخاوف من تباطؤ في وتيرة تنامي الاقتصاد الأمريكي والصيني بشكل طفيف.
وقال إن من العوامل الإيجابية كما يتوقع المراقبون ان يظهر انتاج الولايات المتحدة اول انخفاض له في شهر مايو 2015 وان يبدأ المخزون النفطي في أمريكا الثبات في المستوى ثم الانخفاض بعد شهر يوليو 2015 "ورغم انها انطباعات او توقعات لكنها تسهم في تغيير المزاج العام في السوق ودعم الأسعار".
وذكر أن الطلب الصيني على النفط سجل ارتفاعا خلال الربع الأول من عام 2015 ليصل الى 11 مليون برميل يوميا مما يمثل ارتفاعا بمقدار 700 ألف برميل يوميا اعلى من الفترة ذاتها من عام 2014 وبالتالي يعني عاملا اضافيا في دعم السوق النفطية.
وراى أن التحدي يستمر رغم ذلك متمثلا بحجم انتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والدول خارج الأوبك حيث اظهر ارتفاعا بسبب ارتفاع انتاج السعودية والعراق وتعافي الإنتاج في ليبيا وتبقى الأنظار تتجه الي إيران وسرعة وصول النفط الايراني إلى السوق إذا ما تم الوصول الي اتفاق مع نهاية شهر يونيو 2015.
وذكر الشطي انه رغم الاتفاق بين مختلف الشركات النفطية والبيوت الاستشارية بأن ضعف أسعار النفط ربما انتهى وان الأسعار في مرحله أقرب الي الثبات والتعافي لكن الامر لا يمكن أن يؤخذ بالجزم بوجود العديد من المتغيرات التي تحتاج الي الوقت لتكون واضحة والمسار يكون أكثر ثبوتا.
وأشار الى ان البعض يعتقد بأن هناك تحولا في سوق النفط من حالة الفائض إلى حالة التوازن خلال الأشهر القادمة من شهر أبريل الى أغسطس 2015 ويعزى ذلك إلى أربع اسباب.
وافاد بان هذه الاسباب تتلخص في عودة المصافي للعمل تدريجيا بعد انتهاء برامج الصيانة مما يعني ارتفاع الطلب على النفط الخام وانه سيكون هناك طلب متزايد خلال الأشهر القادمة لما يقارب من 450 ألف برميل يوميا من النفط الخام في توليد الكهرباء.
واشار الشطي في هذا الشأن أيضا الى الطلب الصيني والهندي على النفط الخام حيث سيرتفع لبناء المخزون الاستراتيجي وأخيرا ثبات انتاج أوبك من النفط الخام بينما يتوقع أن ينخفض الإنتاج من خارج الأوبك ب 500 الف برميل يوميا.
وقال "وعليه يمكن توقع أسعار نفط خام برنت أن تتحرك بين 65 و 70 دولارا خلال الأشهر القادمة وهو ما يعادل النفط الكويتي ما بين 60 و 65 دولارا للبرميل "علما أن متوسط سعر نفط خام الإشارة برنت لعام 2015 يبلغ 65 دولارا للبرميل أي ما يعادل 60 دولارا للبرميل للنفط الخام الكويتي وقد بلغ متوسط سعر النفط الخام الكويتي خلال الأشهر يناير الى أبريل 2015 مستوى 50 دولارا للبرميل".
ولفت الشطي الى أن بعض البيوت الاستشارية يعتقد ان عودة مستويات أسعار نفط خام الإشارة الى 65 - 75 دولارا للبرميل يوفر أجواء ايجابية بالنسبة لتشجيع الانفاق الاستثماري في قطاع الاستكشاف والتنقيب والتطوير ويعني عودة لتطوير النفط الصخري.
من جانبه وفي تحليله لأسعار النفط خلال الاسبوع الفائت قال رئيس شركة الشرق للاستشارات البترولية الدكتور عبدالسميع بهبهاني إن اسعار خام برنت ارتفعت بنسبة 16 في المئة لتصل الى 5ر65 دولار للبرميل خلال يوم الجمعة الماضي قبل ان تهوي الى 4ر62 دولار للبرميل.
وأضاف بهبهاني أن التقلبات كانت عالية جدا في الخامين (برنت - تكساس) واكبر في خام تكساس المتوسط واتسع الفارق بينه و بين برنت من 6 دولارات الى 4ر7 دولار للبرميل في حين كان الخام الكويتي مستقرا وحافظ على الفارق بينه و بين برنت ب 6 دولارا للبرميل.
ولفت الى ان هناك عدة عوامل تسببت في اضطراب في سوق (نايمكس) وبالغ في بعضه المضاربون لانعاش المضاربة ومنها عودة الضربات الجوية في نهاية السوق ليوم الجمعة وتقليص منصات الحفر 30 منصة ليصل الى الادنى 703 منصات وهو الادنى منذ 2010 .
وذكر بهبهاني أنه لا يزال هناك فائض في المعروض وزيادة في المخزون لافتا الى تقارير تفيد أن النفط الحجري وصل الى أقصاه وان هناك احتياطيا يقدر ب 500 ألف برميل يوميا قابلة للانتاج من آبار لم تكتمل.
وبين أن خام برنت كان أكثر استقرارا وتأثر بسعر الدولار ارتفاعا وهبوطا وكان العامل الأساسي لتقلبات الاسعار في آسيا مشيرا إلى أن النفط الكويتي في أحسن حالاته حيث زيادة الطلب في الهند واوروبا واستقرار الطلب من الصين.

No comments:

Post a Comment